معالي الوزراء الكرام، مسؤولو الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، الزملاء الأعزاء،
يسعدني كثيرًا أن أخاطب هذا الجمع الموقر اليوم، وأود أن أعرب عن تقديري للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لتنظيم اجتماعنا في هذا الوقت الحرج، في ظل ما يشهده عالمنا من تحديات عالمية متزايدة وتراجع في النظام العالمي متعدد الأطراف. من إنهاء النزاعات، إلى مكافحة الإرهاب، إلى التعامل مع الهجرة القسرية، إلى ضمان الأمن البحري، أصبحت الحاجة إلى شراكة أعمق وأقوى وأوسع بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
إن دعم الاتحاد الأوروبي على مدار السنوات الماضية لبنية الأمن والسلم الأفريقي للسلام والأمن في مواجهة التهديدات والتحديات والمخاطر التي تواجه السلام والأمن في إفريقيا يُجسد مثالًا واضحًا على ذلك. ومع ذلك، فإن الطبيعة المتغيرة لهذه التهديدات وتعقيدها المتزايد يتطلبان تطوير شراكتنا وتعميقها.
وليس هناك ما ينطبق عليه ذلك أكثر من حالة الصومال. نحن الآن عند مفترق طرق، حيث تُعد الشراكة الإفريقية مع أوروبا أكثر أهمية من أي وقت مضى، لمنع التراجع، ولدعم مسار الصومال نحو الاستقرار والازدهار. إن تمويل بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (AUSSOM)، وتمكينها من تحقيق أهدافها الهامة، أمر بالغ الأهمية. من جانبها، قدمت إفريقيا نصيبها العادل في هذا الجهد المشترك، لكن قد حان الوقت لاعتماد حلول عملية ومستدامة. إن نجاح الشراكة الإفريقية-الأوروبية في الصومال سيُحقق ذلك، وسيشكل نموذجًا يُحتذى به للتعاون المستقبلي.
اصحاب المعالى، السيدات والسادة،
تؤمن مصر بأهمية النهج الشامل في الحفاظ على السلام. وترتكز هذه الرؤية على إيمان راسخ بالملكية الوطنية، ومحورية دور الدولة، وأولوية الحلول السياسية، وضرورة تمكين المجتمع. ومن ثم، فإن الجهود المنسقة في بناء قدرات الدولة ومؤسساتها تُعد ضرورية لتعزيز القدرة على الصمود في وجه التحديات المعقدة، وتحقيق السلام الدائم والمستدام. ويجب تعزيز ودعم قدرات الاتحاد الإفريقي والتجمعات الإقليمية الإفريقية في مجالات الإنذار المبكر، ومنع النزاعات، والوساطة، من أجل تحسين قدرتنا الجماعية على الاستجابة للتحديات بسرعة وفعالية.
وباعتبار مصر الدولة الرائدة في الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، فقد عملت مصر بجد مع مفوضية الاتحاد الإفريقي لمراجعة وتحديث سياسة الاتحاد الإفريقي في هذا المجال، ولتفضيل مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع بالقاهرة بشكل كامل. ويعمل المركز الآن، وندعو الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى استكشاف سبل دعم المركز، باعتبارها السياسة الأكثر فاعلية لضمان السلام المستدام.
إن المراجعات الجارية لهيكل بناء السلام في الأمم المتحدة ولعمليات حفظ السلام التابعة لها تُعد فرصة فريدة لتعزيز الشراكة بين اتحادينا. ويجب علينا إعادة تركيز جهودنا على تعزيز وتنفيذ الترابط بين السلام والأمن والتنمية، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير تغيّر المناخ على هشاشة الدول وقدرتها على الصمود.
معالي الوزراء الكرام،
في الختام، اسمحوا لي أن أؤكد مجددًا التزام مصر الثابت بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في مجالات السلام والأمن والحوكمة. وبالعمل معًا، يمكننا بناء مستقبل أكثر سلامًا وأمانًا وازدهارًا لشعوبنا وقارتينا.
شكرًا لكم.