السيدة الدكتورة/ مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعي لجمهورية مصر العربية ورئيس المجلس الأعلى والمؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية،
السيدة الدكتورة/ حورية الطرمال وزيرة الدولة لشئون المرأة بدولة ليبيا ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة،
السيدة الدكتورة/ فاديا كيوان، المديرة العامة للمنظمة،
السيدات والسادة الحضور الكريم،
إنه لمن دواعى سرورى أن أشارككم اليوم افتتاح أعمال المؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية الذى يعقد تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، في إشارة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لإيمان فخامته الراسخ بأهمية الدور الذى تضطلع به المرأة كشريك أساسي في تنمية المجتمع.
كما أود أن أعرب عن فخرى بتواجدي وسط هذه الكوكبة من السيدات العربيات اللاتي تبوأن أعلى المناصب القيادية وأحرزن أعلى الدرجات العلمية، وساهمن بكل تفانٍ في رفعة وتقدم أوطانهن، فالمرأة هي العالمة والباحثة والمعلمة والرئيسة والطبيبة والسفيرة والقاضية، وهى الأم والأخت والمربية والراعية، ويظل إصرار المرأة العربية على الصمود والنجاح رغم كل التحديات، محل إجلال وإشادة واجبين.
ولطالما مثلت منظمة المرأة العربية نبراسًا للعمل العربي المشترك في مجالات دعم وتمكين المرأة، ومنصة لتبادل الأفكار والتجارب الناجحة، ومناقشة التحديات المشتركة، بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية، سواء حكومات أو منظمات مجتمع مدني أو القطاع الخاص، وأنا على يقين تام أن آفاق التعاون بين الدول العربية رحبة، وأن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الإنجازات في هذا الشأن.
السيدات والسادة الحضور الكريم،
إن العنوان الذى نجتمع تحته اليوم، وهو حماية المرأة من العنف السيبرانى والعنف الناتج عن وسائل التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، يعد خير مثال على التحديات المتنوعة التي تواجه المرأة العربية، فعلى الرغم من الإنجازات التي نجحت مجتمعاتنا في تحقيقها على صعيد التصدي للعنف ضد المرأة والقضاء عليه، نجد أنفسنا في مواجهة مع مظاهر جديدة لهذه الجريمة؛ فرضه علينا الجانب المظلم للتقدم العلمى والتكنولوجي، وأصبحنا بحاجة ماسة إلى إيجاد أفضل الأساليب والحلول لحماية النساء والفتيات من العنف السيبراني ومخاطره وأشكاله المتعددة.
وهنا يأتى دور العمل العربى المشترك من خلال استشراف الفرص وخلق مسارات لتبادل أفضل الخبرات والممارسات للعمل على إنهاء هذه الظاهرة البغيضة، واتخاذ من الإجراءات ما يضمن ألا تتحول النعمة التي تمثلها التكنولوجيا الرقمية، والفرص التي تخلقها إلى نقمة ووبال على مستخدميها.
بل أن العمل العربى المشترك يجب أن يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إلى تطويع التكنولوجيا لتمثل منصة الانطلاق إلى المستقبل، ولتحقق الأمل الذى حدانا جميعاً فى بداية الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، والاستفادة منها في تذليل العقبات التي قد تواجه السيدات في عملهن أو في حياتهن الخاصة، وتمكينهمن من تحقيق أحلامهن بما يتناسب مع قدراتهن غير المحدودة.
السيدات والسادة الحضور الكريم،
إن لمصر تجربة رائدة وفريدة في مجال تعزيز حقوق المرأة وحمايتها من كافة أشكال العنف في جميع المجالات بتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولعل تخصيص محور من محاور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان لحقوق المرأة لخير دليل على الأولوية التي توليها الدولة المصرية بكافة مؤسساتها لهذه المسألة، بالإضافة إلى جهود تعزيز البنية التشريعية والمؤسسية ذات الصلة، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، واعتلاء المرأة منصة القضاء وزيادة نسبة تمثيلها في البرلمان.
كما أولت الدولة المصرية اهتماما خاصا لحماية المرأة من العنف الناتج عن الاستخدامات التكنولوجيا، وتم خلال الفترة الماضية استحداث التشريعات وإطلاق المبادرات؛ ومنها قانون "مكافحة جرائم تقنية المعلومات"، وقانون "تنظيم الاتصالات"، وإطلاق "هـاكـاثون التكنولوجيا"، وغيرها من حملات التوعية التي تدشَّن بالتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي.
ويهمني أن أتوقف قليلاً عند دور مصر الرائد في مجال تعزيز حقوق المرأة على المستويين الدولى والإقليمى، حيث يذخر تاريخ مصر الغني وتجربتها الرائدة بكثير من النقاط المضيئة في هذا المجال، بدءًا من دعمها للمبادرات والاتفاقيات الدولية التي تعزز حقوق المرأة، مثل اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) والتي كانت مصر دائماً ممثلة في لجنتها، وأحيلكم هنا بكل فخر إلى خبيرتنا السابقة فيها – السيدة الدكتورة/ مايا مرسى – والتي تظل أحد أهم رائدات جهود دعم وتمكين المرأة، وكذلك السيدة السفيرة مرفت تلاوى، والتي شـرفت المنظمة العظيمة التي نجتمع فى رحابها اليوم بتوليها منصب مديرتها العامة، وترد لها الجميل اليوم بتكريمها.
ولعل إنشاء منظمة المرأة العربية واستضافة مصر لها لخير دليل على الأهمية التي توليها مصر للعمل العربى المشترك في هذا المجال، فقد وُلدت المنظمة من رحم مبادرة مصرية، واحتضنتها مصر منذ نشأتها، وحرصت على تقديم كل سبل الدعم والتمكين لها، ولقد خطت المنظمة– على مدى سنوات عملها التي تقترب من ربع قرن– خطوات كبيرة ومهمة، لما تمثله من إطار فاعل لتعزيز التعاون في مجال تطوير السياسات العامة والنظم القانونية ومنهجيات العمل المشتركة التي تعكس أولوياتنا وتوجهاتنا في هذا المجال، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة المساواة بين الجنسين.
الحضور الكريم،
أختتم كلمتي بالدعوة للتفاؤل والعمل الجاد، إن هدفنا المشترك هو عالم تتعزز فيه حقوق المرأة، وتتمتع فيه كل فتاة بالحرية والأمان والمساواة، وعلينا أن نُثري النقاش ونُنتج الأفكار التي من شأنها أن تسهم في بناء غدٍ أفضل.
ولا يسعنى مجدداً سوى الإعراب عن خالص تقديرى لجميع المشاركين بالمؤتمر والقائمين عليه، متمنياً لكم التوفيق والنجاح. كما أتوجه بجزيل الشكر وعميق التقدير للسيدة الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى رئيسة المجلس الأعلى للمنظمة، والسيدة الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة للمنظمة، والسيدة المستشارة الجليلة أمل عمار، رئيسة المجلس القومى للمرأة، على جهودهن الحثيثة وعملهن الدؤوب لتحقيق أهداف المنظمة.
تحية اجلال وتقدير لكل امرأة مصرية وعربية تعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقاً واشراكاً، كما أتوجه بتحية يملؤها الفخر والاعتزاز لكل امرأة فلسطينية تقف بثبات دفاعاً عن حقوقها في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، ورحم الله الشهيدات الفلسطينيات ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، ونسأل الله عز وجل أن يسكنهن فسيح جناته.
أشكركم جميعاً وأهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثانى مصر.