الأخ العزيز/ لوجن مبيلا مبيلا
وزير العلاقات الخارجية لجمهورية الكاميرون
الأخ العزيز/ مامادو تانجارا
وزير خارجية جامبيا – رئيس القمة الإسلامية
الأخ العزيز سمو الأمير/ فيصل بن فرحان
وزير خارجية المملكة العربية السعودية
معالي السيد/ حسين إبراهيم طه
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
الحضور الكريم،
يسعدني أن يتزامن اجتماعنا مع حلول شهر رمضان المبارك ... داعياً المولى عز وجل أن يعيده على شعوبنا ودولنا بالخير واليمن والبركات، وكل عام وأنتم بخير.
السيدات والسادة،
تظل القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في أعماق وجدان الأمة الإسلامية بأسرها، ولعل ما تواجهه اليوم تلك القضية من تهديدات وجودية نتيجة الحرب على غزة وتبعاتها، هو ما يفسر سرعة الاستجابة لانعقاد اجتماعنا الطارئ اليوم لنتكاتف فيه سوياً لمواجهة محاولات تصفية القضية من خلال القضاء على أمل الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه ووطنه، سواء من خلال تهجيره من أرضه، أو من خلال الضم والاستيلاء على تلك الأرض.
ودعوني في هذا السياق أن أؤكد لكم أن مصر قامت ببلورة خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك بعد التنسيق الكامل والتشاور مع دولة فلسطين، واستناداً للدراسات التي قامت بها المؤسسات الدولية كالبنك الدولي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ... خطة تحفظ لأشقائنا في غزة حقهم في إعادة بناء القطاع مع الحفاظ على حقهم في البقاء على أرضهم، وتراعى في الوقت ذاته معالجة الأوضاع الكارثية الحالية التي حلت بالقطاع نتيجة للحرب الإسرائيلية المُدمرة.
وبعد أن تم اعتماد الخطة على مستوى الزعماء والقادة العرب خلال القمة التي عقدت في القاهرة في 4 مارس الجاري،، فإنني أتطلع أن يعتمدها أيضاً اجتماعنا اليوم تمهيداً لتقديمها للمجتمع الدولي والمانحين الدوليين، وذلك لحشد التأييد والدعم السياسي والمادي لها لما تحمله من المحافظة على كرامة وإنسانية أشقائنا الفلسطينيين، وبما يؤدى إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على كامل الأرض التي احتلت عام 1967، بقطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.
وفى سبيل تحقيق ذلك، لم تدخر مصر جهداً لوقف هذا العدوان الوحشي الذى نال من قطاع غزة وبنيته الأساسية وأطفاله ونسائه وشيوخه، حيث عملت مصر ولا تزال على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ مراحله الزمنية الثلاث من أجل الحفاظ على استدامة التهدئة بين الجانبين، وذلك بالتعاون والتنسيق مع أشقائنا في دولة قطر ومع الإدارة الأمريكية، وأدعوكم جميعاً لبذل جهودكم مع الأطراف الإقليمية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار.
لهذا الغرض فقد تم الاتفاق مع الأشقاء الفلسطينيين على تشكيل لجنة لتتولى إدارة قطاع غزة في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، علماً بأنها ستكون لجنة مستقلة مكونة من شخصيات مهنية غير فصائلية، تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، تمهيداً لتمكين السلطة الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة. كما تعمل مصر على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها في قطاع غزة.
يتعين علينا السادة الحضور في خضم الأحداث المتلاحقة أن نذكر ونستذكر أوضاع المسجد الأقصى المبارك، ونحذر من مغبة أية اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى، أو أي انتهاك لحرمته، أو اعتداء على مصليه، أو المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم للمقدسات بالقدس.
وختاماً، تناشد القاهرة، وفى هذا الوقت الدقيق، العالم الإسلامي إلى الاضطلاع بدوره إزاء عملية إعادة إعمار غزة، من خلال دعم حق الشعب الفلسطيني في التشبث بأرضه وتقرير مصيره، وتوفير أطر الدعم المالي والعيني للعمليات المصاحبة لخطة التعافى وإعادة الإعمار، وهي أمور تسهم في مجملها في تحقيق غايات الأمة من خلال تثبيت الشعب المُرابط على أرضه صوناً للمقدسات.
أشكركم لحسن الاستماع والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.