أخي السيد الوزير/ محمد سالم ولد مرزوك، رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة،
السادة الوزراء ورؤساء الوفود،
أخي السيد موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي،
أود بدايةً أن أهنئ الرئاسة الموريتانية الناجحة للاتحاد الأفريقي العام المنقضي، وأشيد بقيادتها لعمل الاتحاد في ملفات مليئة بالتحديات.
كما أود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لقيادات المفوضية، وعلى رأسهم أخي العزيز موسى فقيه، على إدارتهم بتمكن أعمال المفوضية خلال السنوات الماضية، وأن أتمنى لهم جميعاً كل التوفيق والنجاح.
السيدات والسادة،
يعتبر اجتماعنا هذا العام حدثاً استثنائيًا بما سيشهده من تغييرات في قيادات المفوضية، وذلك في وقت تتعدد فيه التحديات التي تواجهها قارتنا الغالية، والتي تستوجب الاهتمام وتضافر الجهود لتحقيق أهداف التنمية المرجوة لشعوبنا والدفاع عن مصالح القارة على الساحة الدولية.
السادة الوزراء،
اتسعت وطأة تحديات السلم والأمن التي تواجهها قارتنا لتشمل تحديات جديدة كتغير المُناخ، وندرة المياه، والهجرة، والذكاء الاصطناعي، وذلك في وقت تتزايد فيه التقلبات وحالة الاستقطاب الدولي، ومن ثم، بات لزاماً علينا تعزيز تضامننا وعملنا ومواقفنا المشتركة إزاء مختلف القضايا، وفي هذا السياق، تجدد مصر دعوتها لبلورة مقترح يحترم مبادئ الاتحاد ويتبنى نهجاً برجماتياً يسمح للدول المعلقة العضوية باستعادة عضويتها، وبما يحول دون خلق فراغ يتم ملؤه من فاعلين آخرين.
السيدات والسادة،
رأينا في محيط مصر المباشر العدوان الإسرائيلي الغاشم على كل من فلسطين ولبنان، والذي ألقى بظلاله الكئيبة على حالة السلم والأمن بالقارة، إذ تشدد مصر على ضرورة مواصلة القارة الأفريقية لموقفها التاريخي المشهود والداعم للشعب الفلسطيني الشقيق، والرافض للظلم البين الذي يتعرض له، ومخططات قهره وانتزاعه وتهجيره من أرضه.
وفي السودان، لا تزال المعاناة الإنسانية لملايين من الأشقاء السودانيين بسبب استمرار الحرب وما نتج عنها من نزوح الملايين من المواطنين داخلياً وإلى دول الجوار، حيث حرصت مصر إبان رئاستها لمجلس السلم والأمن الإفريقي في شهر أكتوبر الماضي على تنظيم زيارة تضامن ميدانية إلى بورسودان لمعاينة الأوضاع والوقوف على الاحتياجات على الأرض.
كما تابعنا التوترات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وكذا تطورات الأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية، وغيرها من الأزمات، حيث تجدد مصر تأكيدها على أولوية الحوار، وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، واحترام المبادئ المؤسسة للاتحاد الأفريقي على رأسها سيادة الدول ووحدتها الإقليمية، ولا يفوتني أود أن أشيد بنجاح اللجنة الفرعية للموازنة والشئون المالية والإدارية تحت الرئاسة المصرية في المساهمة في توفير تمويل لدعم جهود دعم السلام في القارة، تأكيداً لجدية الاتحاد الأفريقي في الاضطلاع بدور رائد في هذا الخصوص.
السيدات والسادة،
تؤمن مصر بأنه "لا سلام مستدام دون تنمية"، وبضرورة تبنى مقاربات شاملة لدى التعامل مع تحديات السلم والأمن تراعي أسباب النزاعات، ومن ثم، حرصت مصر على تكامل جهود ريادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لملف إعادة الإعمار، ورئاسة فخامته للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات النيباد لتبرز العلاقة الترابطية بين السلم والأمن والتنمية، ولتؤكد على محورية جهود إعادة الإعمار لضمان استدامة السلام، وإن مصر عازمة على مواصلة سعيها في هذا الصدد.
السيد الرئيس،
أود في الختام أن أكرر شكري لكافة الجهود المقدرة خلال رئاستكم للمجلس، وأؤكد استعدادنا لدعم الرئاسة الأنجولية المقبلة بكل قوة، وانخراطنا الإيجابي مع كافة الجهود والمبادرات التي سيشهدها عملنا الأفريقي المشترك.
وشكراً.