شكرا سيادة الرئيس
السيدات والسادة
إن ما نشهده الآن في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان، وانتهاك صارخ لسيادة دولة هي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة، أزهق أرواح المئات وتسبب في آلاف الجرحي، وفرض نزوحا قسريا لعشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين، في إهدار كامل لميثاق الأمم المتحدة وبالمخالفة لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
على أن المأساة التي يعيشها لبنان الآن، والتي نجتمع اليوم لوقفها، ليست منزوعة السياق، فهي نتيجة لا مفر منها للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئوليته لوقف الحرب الدائرة رحاها منذ عام كامل في غزة.
لقد حذرنا مرارا من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، وبتهديد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط.
ولنقلها بمنتهى الصراحة، فما شهدناه على مدار عام كامل في غزة، وما نشاهده الآن في لبنان مرشح للتمدد لساحات أخرى في المنطقة ما لم يقم المجتمع الدولي بمسئوليته لوضع حد لآلة القتل والتدمير، ولن تجدي معه الحلول الجزئية وسياسة المسكنات المؤقتة.
سيادة الرئيس،
لم يعد مقبولا الاستمرار في عدم التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، بشكل شامل وغير انتقائي وبدون تمييز بين الأطراف المخاطبة بالقرار. وأن يتم الوقف الفوري وغير المشروط للانتهاكات المستمرة لسيادة الأراضي والأجواء اللبنانية.
غير أن عودة الاستقرار الكامل لمنطقة الشرق الأوسط مرهون أساسا، وقبل كل شيء، بالتطبيق الكامل والفوري لقرار مجلس الامن رقم ٢٧٣٥، ووقف الحرب في غزة. فهي الصراع الأساسي الذي انبثقت عنه كل التوترات التي تشهدها المنطقة حاليا، وبدون وقف حمام الدم المستمر منذ عام في غزة، سنبقى في دائرة المسكنات والهدن المؤقتة التي لا تلبث أن تنهار.
الشرق الأوسط أمام منعطف خطير وتهديد حقيقي. فإما وقف شامل لكل اشكال القتال في كل الساحات، او المزيد من الانهيارات وتوسع مضطرد للصراع في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار.
هذه هي مسئوليتنا التي أرجو أن يكون اجتماع مجلس الأمن اليوم على قدرها. وأن نضع حدا للكارثة غير المبررة وغير المقبولة التي يعيشها لبنان.
شكرا سيادة الرئيس.