شكراً السيد الرئيس،
ترحب مصر بقمتنا اليوم، ونراها فرصة لتعزيز العمل متعدد الأطراف فى مواجهة التحديات التي تُلقي بظلالها على الدول النامية، وتؤثر على مساعيها لتحقيق التنمية المستدامة بحلول 2030.
كما تعرب مصر عن تقديرها لمبادرة السكرتير العام بطرح "قمة المستقبل" بتقريره التاريخي "أجندتنا المشتركة" من أجل تطوير الحوكمة الدولية حفاظاً على السلم والأمن، وتحقيقاً للتنمية والازدهار، وضمانةً لتمتع الجميع بحقوق الإنسان على أساس من المساواة ... وقد حرصنا على تنظيم منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في يوليو الماضي على مسار "قمة المستقبل" لطرح رؤيتنا حول أولويات التعددية، والحوكمة، وأجندة الوقاية والسلام المستدام، ودور الشباب.
وإذ ترحب مصر باعتماد ميثاق المستقبل،
وبوثيقتي إعلان الأجيال المقبلة والميثاق الرقمي العالمي، تود مصر أن تشارك المجتمع الدولي رؤيتها لسبل البناء على مخرجات هذه القمة:
أولاً: مع تزايد الاستقطاب وتهديدات السلم والأمن، بات ضرورياً تجديد الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام المساواة في السيادة بين كافة الدول، حفاظاً على مصداقية النظام الدولي، وفقاً لمحددات ثابتة دون معايير مزدوجة ...
وفى هذا السياق، تؤكد مصر ضرورة تسوية القضية الفلسطينية وإقامة دولتها المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وتشدد على أن الثقة في عدالة النظام الدولي باتت تتعرض لاختبار حقيقي في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف المأساة المستمرة في غزة ... والتي تهدد في اللحظات الحرجة الراهنة بالتمدد إلى لبنان الشقيق والإنتشار على نطاق واسع بالمنطقة.
كما تتسمك مصر بالحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار الصومال وسيادته على كامل ترابه الوطنى.
ثانياً: تعكس التطورات المتعاقبة الحاجة لزيادة تمويل التنمية وإصلاح هيكل النظام المالي العالمي لتقليص الفجوات بين الدول ومعالجة الخلل الراهن بترك دول عديدة خلف ركب الازدهار ... فعلينا أن نلتزم بتلبية تطلعات الشعوب بالقضاء على الفقر والجوع، وزيادة معدلات النمو، مما يتطلب تعزيز تمويل التنمية، والتوافق على حلول مبتكرة لتوسيع آليات نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر الذي لا يضع أعباءً إضافية عليها، وتخفيف وطأة الديون عنها، فضلاً عن إشراكها في آليات صنع القرار بمؤسسات التمويل الدولية.
ثالثاً: توفير سبل التنفيذ وتعزيز نقل التكنولوجيا، ودفع التعاون الرقمي، وزيادة برامج البحث والتطوير وبناء القدرات، خاصة بأفريقيا، بالإضافة إلى دعم جهود الدول الأفريقية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ انطلاقاً من مبدأ المسئوليات المشتركة ولكن متباينة الأعباء ... وعلينا العمل سوياً لمواجهة تحدي ندرة المياه، وتعزيز التعاون المائي العابر للحدود وفقاً لقواعد القانون الدولي.
رابعاً: تتمسك مصر بالأولوية القصوى للتخلص التام من الأسلحة النووية، تحقيقاً لمستقبل آمن للأجيال الحالية والمقبلة من الآثار الكارثية والمدمرة لاستخدام هذه الأسلحة، وبما في ذلك عبر إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
ختاماً، تؤكد مصر التزامها بمواصلة العمل مع كافة الدول تعزيزاً لجهودنا المشتركة لتحقيق مستقبل أفضل للجميع.
وشكراً.