شكراً السيد الرئيس،
تنضم مصر للبيان الذي ألقته أوغندا الشقيقة نيابة عن مجموعة الـ 77 والصين، وترحب بانعقاد هذا الاجتماع لمناقشة الجهود الدولية في مجال مقاومة مضادات الميكروبات ولمتابعة الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة حول ذات الموضوع عام 2016.
يساهم اجتماعنا في الوقوف على الفجوات على صعيد مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات في ظل المخاطر التي يُمثلها الاستخدام العشوائي لمضادات الميكروبات – خاصةً المضادات الحيوية – وما قد يُسببه من ظهور سلالات جديدة من الميكروبات بما يهدد الجهود الرامية لمواجهة الأمراض والأوبئة.
السيد الرئيس،
تواصل مصر جهودها للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية في كافة أرجاء الجمهورية، حيث أطلقت برنامجاً وطنياً للتغطية الصحية الشاملة لتعزيز كفاءة النظم الصحية وضمان وصولها لكافة المواطنين من خلال زيادة الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز قدرات الطواقم الطبية، ودفع توافر الأدوات الطبية.
وفي عام 2023، أطلقت مصر خطة وطنية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، ضمن استراتيجية "الصحة الواحدة"، وتشمل عدة محاور من بينها متابعة المستشفيات ما يُصرف من أدوية، وخاصة المضادات الحيوية، وتشجيع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتعزيز مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، والالتزام بمعايير مكافحة العدوى، وزيادة الوعي بمخاطر الاستخدام غير الرشيد للأدوية.
كما أصدرت هيئة الدواء المصرية دليلاً استرشادياً لعلاج عدوى الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة بهدف ترشيد استخدام مضادات الميكروبات، ويشمل الدليل الجرعات المقترحة للمضادات الحيوية لعلاج العدوى التي تُسببها البكتيريا المقاومة لمضادات الميكروبات المتعددة ومدة العلاج المناسبة.
السيد الرئيس،
من أجل نجاح جهودنا المشتركة، تؤكد مصر أهمية دعم الدول النامية في جهودها لتحقيق التغطية الصحية الشاملة ورفع كفاءة النُظم الصحية، ومساندة جهودها لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، لاسيما في أفريقيا. كما تؤكد مصر أهمية أن تأخذ هذه الجهود القدرات التصنيعية للدول في الاعتبار وأن تؤدي لتطوير برامج نقل التكنولوجيا وتوطينها، وبناء القدرات الفنية، وتعزيز برامج البحث والتطوير، والبناء على الدروس المستفادة من جائحة فيرَس كورونا الذي كشف تفاوت القدرات بين الدول لضمان كفاءة النظم الصحية، وهو ما يؤكد أهمية توافر إرادة سياسية لتقديم التسهيلات لنفاذ التمويل والتكنولوجيا الصحية للدول النامية لتعزيز جهود تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة.
السيد الرئيس،
إن استمرار التأخر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب تضافر الجهود الدولية وأن نخرج من اجتماع اليوم بالتزام بدعم الدول النامية في مساعيها لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات وتحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام ٢٠٣٠ وضمان تمتع الجميع بأعلى مستوى من الرعاية الصحية على أساس من المساواة والإنصاف، وتؤكد مصر التزامها بالمشاركة في كافة الجهود في هذا الإطار.
وشكراً.