السيد/ ماورو فييرا
وزير خارجية البرازيل، رئيس لجنة بناء السلام.
السيدة روزماري دي كارلو،
وكيل سكرتير عام الأمم المتحدة للشئون السياسية وبناء السلام.
أود أن أثمن القيادة البرازيلية الحكيمة للجنة بناء السلام خلال العام الجاري، وأن أشيد بالتعاون القائم بين اللجنة والسكرتارية الأممية.
السيد الرئيس،
يواجه عالمنا اليوم تزايداً فى بؤر الصراعات المهددة للسلام والتنمية على المستوى الدولي، وهو ما يتفاقم مع نقص الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة وزيادة معدلات الفقر نتيجة للأزمات الاقتصادية المتعاقبة ... بما يضعنا جميعاً أمام مسئولياتنا لإيجاد الحلول العملية لبناء السلام المستدام، باعتباره السبيل الأمثل لتجاوز اضطرابات عالمنا المُعقدَة والمتداخلة ذات التداعيات طويلة الأمد.
وهو الأمر الذي توليه مصر أولوية متقدمة، في ظل ريادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات في أفريقيا، واستضافة مصر لمركز الاتحاد الأفريقي لإعادة البناء والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات ليكون جسراً للتواصل مع منظومة الأمم المتحدة لبناء واستدامة السلام، استكمالاً لجهود التعاون بين المنظمتين الأممية والقارية في صيانة السلم والأمن الدوليين.
في هذا الإطار، أسمحوا لي أن أطرح النقاط التالية لتعزيز آليات عمل لجنة بناء السلام، أخذاً في الاعتبار المراجعة الشاملة المقررة لهيكل بناء السلام الأممي في عام ٢٠٢٥:
أولاً: نؤكد أولوية الاستثمار في بناء مؤسسات وقدرات الدول وفقاً لأولوياتها المُحددة وطنياً، باعتبارها ركيزة أساسية لصمود الدول في مواجهة الصدمات الداخلية والخارجية، وتعزيز قدرتها على منع نشوب الصراعات أو استمرارها أو الانزلاق مُجدداً في براثنها ... وفي هذا الصدد، ندعو إلى تكامل وتكاتف الجهود الأممية والإقليمية مع تلك الوطنية من أجل تحقيق الأثر المرجو في حياة الدول ومواطنيها، أخذاً في الاعتبار الإسهام الهام للمرأة والشباب في بناء السلام.
ثانياً: نشدد على محورية تعميق الشراكات في خدمة أجندة بناء واستدامة السلام. وفي ضوء احتلال القضايا الأفريقية أغلبية جدول أعمال لجنة بناء السلام، فإنه لا غني عن مواصلة العمل على الارتقاء بالشراكة الأممية الأفريقية بشكل يتخطى الاجتماعات الدورية، لتنتقل إلى آفاق أرحب من خلال التخطيط والتنفيذ المشترك لأنشطة بناء السلام، والاستفادة من تفعيل مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات.
ثالثاً: لا زلنا في حاجة لتفعيل مفهوم تواصل الاستجابة من أجل استدامة السلام، خاصة في سياق المراجعة المرتقبة لمستقبل عمليات حفظ السلام الأممية، وأخذاً في الاعتبار الإسهام الكبير لعمليات حفظ السلام في بناء واستدامة السلام، وأهمية التخطيط المُبكر لمكون بناء السلام في عمليات السلام المستقبلية. واتصالاً بذلك، نطالب مجلس الأمن بالاستعانة بشكل أكبر وموسع بالدور الاستشاري الهام للجنة بناء السلام في النقاشات ذات الصلة بحفظ السلام.
رابعاً: يظل توفير تمويل كافٍ ومستدام وقابل للتنبؤ شرطاً أساسياً لإنجاح جهود بناء السلام ... لذا ندعو الدول الأعضاء إلى التكاتف لسرعة تطبيق قرار الجمعية العامة التاريخي رقم ٧٨/٢٥٧ لدعم صندوق بناء السلام بمبلغ 50 مليون دولار من الميزانية المقدرة، إضافة إلى زيادة مساهماتها الطوعية لتمويل أنشطة بناء السلام. كما ندعو لتطوير علاقة اللجنة مع المؤسسات المالية الدولية من أجل تعزيز أدوات التمويل وحشد الموارد لبناء السلام.
خامساً: تمثل عملية مراجعة هيكل بناء السلام الأممي المقررة في عام 2025 فرصة مواتية للبناء على التقدم المحرز، واستقاء الدروس المستفادة ... ونؤكد أهمية الاستفادة من إسهامات وتوصيات المحافل الإقليمية والدولية ومن بينها خلاصات النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين.
ختاماً، لا يفوتني أن أثمن دور سكرتير عام الأمم المتحدة وجهوده لطرح أجندة السلام الجديدة، بما فيها من مقترحات لتعزيز دور لجنة بناء السلام، والتي من شأنها أن تساهم في تطوير منظومة العمل متعدد الأطراف من أجل تحقيق السلام الدائم والمستدام.
وشكراً.