يعتبر مؤتمر باندونج، الذى عقد عام 1955 في أندونسيا بحضور وفود 29 دولة أفريقية وآسيوية، وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند نهرو والرئيس اليوغوسلافي تيتو، النواة الأولى لحركة عدم الانحياز.
آلت مصر منذ بدء إرهاصات تأسيس الحركة ومازالت تولى أهمية وأولوية متقدمة للحركة في سياستها الخارجية، ليس فقط من منطلق كونها أحد الدول المؤسسة لها، ولكن إيماناً منها بأن الحركة لديها ثقل إقليمي ودولي كبيرين كونها تضم ما يقرب من ثلثي الدول أعضاء الأمم المتحدة، وتمثل إطاراً واسعاً لتنسيق مواقف الدول النامية إزاء مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدولية.
كان لمصر دوماً إسهامها الواضح في تحويل الأفكار المرتبطة بعدم الانحياز إلى واقع ملموس عند نشأة الحركة، حيث استضافت القمة الثانية لها في عام 1964 بعد ثلاث سنوات من عقد القمة الأولى للحركة في بلجراد 1961.
كما استضافت مدينة شرم الشيخ في يوليو 2009 القمة الخامسة عشر بحضور قادة ورؤساء دول الحركة، واعتبرت نقلةً نوعيةً في مسيرة حركة عدم الانحياز في القرن الحادي والعشرين مثلما كانت قمة القاهرة عام 1964.
تحرص مصر على التأكيد على دور حركة عدم الانحياز المحوري، خاصةً في ظل الأعباء الاقتصادية المتزايدة التي تواجه الدول النامية ومنها ما يرتبط بأزمة الديون وتفاقم العجز في الموازنات العامة، حيث تنادى مصر بمواصلة حشد الجهود لتحقيقرالتعافي الاقتصادي في دول الحركة، والعمل على تعزيز التنسيق بينها للخروج بخطة عمل واضحة تساهم في تسريع وتيرة النمو في الدول النامية ووصولها لأهداف التنمية المستدامة قبل عام ٢٠٣٠، بالإضافة إلى دعوة مصر الدول المتقدمة إيلاءرمزيد من التجاوب مع مطالب مبادلة ديون الدول أعضاء الحركة وتحويل جانب منها إلى مشروعات تنموية مشتركة تساهم في دفع التعافي الاقتصادي وتعزيز النمو الشامل والمستدام، والعمل لدفع مؤسسات التمويل الدولية لمساندة ودعم جهود الدول النامية.