يقع على عاتق وزارة الخارجية العديد من الأولويات والتحديات في ملف السياسة الخارجية المصرية استناداً إلى موقع مصر الاستراتيجي، وفاعلية دورها الخارجي، ومكانتها وهويتها العربية والأفريقية والمتوسطية، هذا بالإضافة إلى التحديات الإقليمية المتعاقبة المحيطة بالمنطقة. ومن ثم، تقود وزارة الخارجية تحركات نشطة وفاعلة ومتوازنة تُعزز من الثقل الإقليمي لمصر وتفاعلها مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وتراعي تنوع المصالح المصرية مع مختلف القوي الفاعلة في العالم، وتربط سياسة مصر الخارجية بصورة مباشرة بالأولويات التنموية للدولة المصرية.
وترتكز سياسة مصر الخارجية على عدد من المبادئ الراسخة التي لا تتغير بتغير الأولويات، وعلى رأسها دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي، والاحترام المتبادل بين الدول والتمسك بمبادئ القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية، مع الحرص على الحفاظ على توازن يربط أهداف مصر ومصالحها الاستراتيجية في إطار استقلالية القرار المصري.
وتتمحور الرؤية الاستراتيجية لأولويات وزارة الخارجية خلال الفترة المقبلة حول عدد من المحاور، أهمها:
الحفاظ على ثوابت الأمن القومي المصري في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
تعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية لدعم البعد التنموي للدولة المصرية.
التركيز على محورية دور المواطن ورعاية مصالحه في سياسة مصر الخارجية.
التوظيف الأمثل لقوة مصر الناعمة.
أولاً:الحفاظ على ثوابت الأمن القومي المصري في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة:
للسياسة الخارجية المصرية دوائر اهتمام مرتبطة بصورة أساسية بهوية مصر العربية والإفريقية والإسلامية، والتي تتقاطع جميعها مع أمن مصر القومي بصورة مباشرة، بالإضافة إلى دوائر الاهتمام الدولية والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر بالقوي الكبرى. ومع التسليم بأهمية ومحورية هذه الدوائر في صياغة أولويات السياسة الخارجية المصرية، فإن تطورات المشهدين الإقليمي والدولي، والتطورات في الأولويات الداخلية، فرضت على السياسة الخارجية المصرية استحداث "دوائر جديدة" للسياسة الخارجية المصرية، بالإضافة إلى انتهاج "سياسة التوازن الاستراتيجي" في إدارة علاقاتها بمختلف اللاعبين الدوليين لدعم المصالح المصرية.
وتتمثل أهم أولويات السياسة الخارجية المصرية اتصالاً بثوابت أمنها القومي في حلحلة النزاعات المرتبطة بصورة مباشرة بأمن الحدود المصرية مع دول الجوار، أمن البحر الأحمر، تعزيز العلاقات مع الدول العربية، الانفتاح الاستراتيجي على شركاء مصر الدوليين، الاستمرار في البناء على التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات المصرية/الأوروبية، تعزيز التعاون الأفريقي، الدفاع عن الأمن المائي المصري، تعظيم الاستفادة من الشراكات الاستراتيجية والتجمعات التي انضمت إليها مصر لدعم أهداف التنمية المستدامة، تعزيز المفهوم الشامل للأمن (الأمن الغذائي/ الأمن المائي، الأمن السيبرانى/أمن الطاقة)، والاستمرار في الدفاع عن المواقف المصرية في مختلف المحافل الدولية وفي الأطر متعددة الأطراف.
ثانيا: تعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية لدعم البعد التنموي للدولة المصرية:
السياسة الخارجية المصرية مرآة للأولويات الوطنية للدولة المصرية، ومما لا شك فيه أن تحديات الاقتصاد العالمى التي تلقي بظلالها على مصر يجب أن تنعكس على سياسة مصر الخارجية بصورة مباشرة حتى تكون داعمة ومكملة لدور المؤسسات الوطنية الأخرى العاملة في هذا المجال. والتواجد الفعلي لبعثات مصر الدبلوماسية والقنصلية على الأرض يتيح لوزارة الخارجية الترويج للاقتصاد المصري والفرص الكامنة فيه وقطاعاته الواعدة، والصناعات الواعدة التي تستهدف مصر توطينها والتعرف بشكل مباشر على الفرص الاستثمارية والتمويلية المُتاحة وربطها بأولويات الجانب المصري.
ثالثا:التركيز على محورية دور المواطن ورعاية مصالحه:
تعتبر السفارات والقنصليات المصرية أذرع الدولة المصرية في الخارج وتلعب دوراً محورياً وهاماً في التواصل المباشر والمكثف مع أعضاء الجالية المصرية، ومن ثم تضع وزارة الخارجية على عاتقها تنفيذ سياسات الدولة التي تضع المواطن المصري علي قائمة أولوياتها، وذلك على النحو التالي:
التواصل المستمر مع المواطن لاطلاعه على مواقف دولته من الأحداث الإقليمية والدولية.
تعزيز نطاق وجودة الخدمات القنصلية المقدمة للجاليات المصرية بالخارج وربطهم بوطنهم الأم، والاستفادة من المبادرات الوطنية في هذا الشأن.
دعم وتسهيل مشاركة المصريين في الخارج في الحياة السياسية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالخارج.
تعزيز استفادة الدولة المصرية من الكوادر من ذوي الأصول المصرية والمصريين في الخارج لدعم أهداف الدولة التنموية.
رابعا:التوظيف الأمثل لقوة مصر الناعمة:
تعمل وزارة الخارجية على الاستفادة من مختلف روافد قوة مصر الناعمة، وإبراز التطورات التي تشهدها مختلف مجالات الحياة والمجتمع المصري، والاستفادة من عناصر القوة الناعمة الثقافية والتاريخية والفنية بهدف دعم أهداف الدولة المصرية وسياستها الخارجية.