تعتبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية الذراع التنموية للدولة المصرية المعنية بتعزيز وتطوير تعاون دول الجنوب-الجنوب، وأحد أدوات القوى الناعمة المصرية في سياستها الخارجية، حيث تشكل أداة للتواصل ونقل الخبرات والمعرفة لأبناء الدول الصديقة وعلى رأسها الدول الإفريقية.
وتجدر الإشارة الى أن مصر قامت منذ قيام ثورة يوليو 1952 الى دعم الشعوب الإفريقية في نضالها للتحرر من الاستعمار، وكانت احدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية ثم الاتحاد الإفريقي. وقد حرصت مصر على دعم بناء قدرات الدول الإفريقية من خلال برامج التعاون والتدريب وبناء القدرات لدى دول القارة، وحرصاً على وضع هذا الجهد في إطار مؤسسى فقد تم إنشاء الصندوق المصرى للتعاون الفني مع إفريقيا عام 1985، ثم مع استقلال دول الاتحاد السوفيتى فقد تم إنشاء الصندوق المصرى للتعاون الفني مع دول الكومنولث.
وفى إطار تطوير الجهد التنموى الذي تقدمه مصر فقد تم إطلاق الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في قمة مالابو في يوليو 2014 حينما أعلن السيد الرئيس عن دمج “الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا" و "الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث والدول الإسلامية والدول المستقلة حديثاً" لإنشاء الوكالة.
وتتمثل أهداف الوكالة في الآتي:
دعم وصقل مهارات الكوادر الأفريقية من خلال ما تقدمه من منح دراسية ودورات تدريبية بالتعاون مع مختلف المراكز المصرية.
الاستجابة للاحتياجات العاجلة للدول الأفريقية من خلال تقديم المساعدات الإنسانية.
المساهمة في تبادل المعارف والخبرات في الدول الأفريقية من خلال إرسال خبراء وفنيين مصريين إليها.
دعم التبادل التجاري بين مصر والدول الأفريقية بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والسبل المعيشية للشعوب الأفريقية.
تقوية أواصر التعاون (جنوب-جنوب) كوسيلة أساسية للتكامل بين البلدان النامية.
دعم الدول الأفريقية بهدف تنفيذ وتحقيق أهداف برنامج التنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063.
ومن أجل تنفيذ أهدافها في دعم الدول الإفريقية ودول الكومنولث، فقد نجحت الوكالة في عقد شراكات مع مراكز التميز المصرية في كافة المجالات لنقل خبراتها وبناء القدرات في الدول الإفريقية في كافة المجالات (الصحة/ الصحة العامة/ الزراعة/ الرى /الكهرباء / الأمن / محاربة الإرهاب/ الخ....).
من ناحية أخرى نجحت الوكالة في عقد شراكات داخلية وخارجية مع العديد من المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية للتعاون في دعم الدول الإفريقية، حيث استمر التعاون مع الوكالة اليابانية (الجايكا) لتمويل أنشطة التدريب ورفع القدرات في الدول الإفريقية، وجارى التوقيع النهائي على مذكرة تفاهم مع وكالة التنمية الكورية (كويكا)، وهناك العديد من الجهود لتوقيع اتفاقات مماثلة مع وكالات التنمية الوطنية
من ناحية أخرى قامت الوكالة بتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، للتعاون في دعم دول القارة في مجالات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية والرى ومواجهة آثار تغير المناخ. كما استمر التعاون بين الوكالة وبرنامج الغذاء العالمى لنقل الخبرات للدول الإفريقية من خلال إرسال خبراء مصريين في القطاع الزراعى الى بعض الدول الإفريقية لنقل خبراتهم ودعم القطاع الزراعى في تلك الدول. وجارى التوصل لاتفاق مع وكالة التنمية الافريقية (النيباد) للتعاون في وضع برامج للتنمية في القارة الأفريقية.
وقد نجحت الوكالة في التعاون مع عدد من البنوك الإقليمية والدولية لتمويل عدد من البرامج التي تقدمها في مجالات تنموية محددة مثل بنك التنمية الإفريقي / بنك التصدير والاستيراد الإفريقي / البنك الإسلامي للتنمية، الخ ...
يمكن تلخيص إنجازات عمل الوكالة المصرية من عام 2014 حتي اليوم في مجال التعاون الجنوب/الجنوب (وخاصة مع أفريقيا) في الأرقام التالية:
تم تنظيم 700 دورة تدريبية حضرها أكثر من 18000 متدرب.
تم إرسال أكثر من 120 خبير إلى أفريقيا والدول الإسلامية حتى الآن.
تم إيفاد 20 قافلة طبية لدول الجنوب.
وتم إرسال 195 حاوية بالمساعدات اللوجيستية والإنسانية والطبية لأفريقيا.
يوجد حوالي 62 طالب يدرسون بالجامعات المصرية على نفقة الوكالة.
المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل:
تم توسيع عمل الوكالة عام 2017، لتقوم بالإشراف على منظومة مصرية تنموية تعرف بإسم " المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل"، وهو برنامج حكومي مصري يهدف لإقامة مشروعات تنموية من جانب الوزارات المصرية، خاصة وزارة الري والكهرباء والصحة والزراعة، بدول حوض النيل والقرن الأفريقي، إيماناً من مصر بحق شعوب حوض النيل في التنمية وأن نهر النيل موحد لطموحات شعوب المنطقة وهو عامل للالتقاء والتعاون والإخاء، وليس عامل للصراع والنزاع.
ومن أهم إنجازات المبادرة:
إنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية في أوغندا.
إنشاء مركز للتنبؤات المناخية في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
المساهمة في إنشاء مركز مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب في رواندا.
إصلاح محطات كهرباء بدولة بوروندي.
عيادات أسنان ورمد في إريتريا.
إنشاء محطات كهرباء بجنوب السودان.
وحدات طبية للغسيل الكلوي في جنوب السودان.
حفر آبار وبناء خزانات لمياه الأمطار في كل من تنزانيا وأوغندا وجنوب السودان.
تنظيم دورات تدريبية للمزارع الصغير الكيني.
تنظيم دورات تدريبية في مجال الزراعة لدولة السودان.